|

العراق: مظاهرات دامية وقطع متواصل للإنترنت… ماذا عن حقوق الإنسان؟

تشهد العراق منذ بداية الشهر الماضي، موجة كبيرة من المظاهرات احتجاجًا على سوء المعيشة، غلاء الأسعار، الفساد وتردي الخدمات الطبية والتعليمية. حيث يعاني العراقيين انقطاعا مزمنا للتيار الكهربائي ومياه الشرب منذ سنوات و يعيش سكان البلاد الذين يقترب عددهم من 40 مليون نسمة في أوضاع متدهورة. تزامن اندلاع هذه الاحتجاجات مع مرور سنة على تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة عادل عبدالمهدي، وتعبير العراقيين عن استيائهم من كيفية تعاملها مع قضايا مكافحة الفساد وتفاقم البطالة وتردي الأوضاع الإقتصادية.

قمع الإحتجاجات في العراق بدءًا بالعنف وصولاً إلى قطع الانترنت:

مع استمرار الاحتجاجات، بدأت شرطة مكافحة الشغب وأعضاء آخرون من أجهزة الأمن في استخدام العنف المفرط قصد قمعها واسكاتها للمتظاهرين حيث تم تسجيل مئات القتلى وآلاف الجرحى.

علاوةً على ذلك، طالبت مجموعة من منظمات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية والعراقية السلطات في العراق بالالتزام الفوري بوعودها بوضع حدٍ لأعمال الانتقام العنيفة ضد حركة الاحتجاج الشعبية في جميع أنحاء البلاد، كما دعت إلى ضمان احترام حقوق العراقيين في حرية التجمع والتعبير وبذل كل الجهود للتحقيق في الاستخدام المفرط للقوة.

من جهة أخرى، تقطع السلطات العراقية خدمة الإنترنت بطريقة متفاوتة منذ إنطلاق الإحتجاجات قصد التعتيم عن الجرائم المرتكبة ضد المحتجين. تعبّر أكسس ناو عن موقفها الثابت تجاه رفض حجب المواقع الإلكترونية وإغلاقها بأي طريقة كانت، حيث تشكّل السياسة المتبّعة انتهاكاً صارخاً لقرار الأمم المتحدة المتعلق بإدانة إغلاق الإنترنت و انتهاكاً لحقوق الإنسان الأساسية في مقدمتها الحق في الوصول إلى المعلومات وحرية التعبير عن الرأي عبر الإنترنت، الأمر الذي يجعل من مستخدمي الإنترنت عرضةً للخطر من خلال عزلهم بالكامل عن المنصات والمواقع الإلكترونية وعدم السماح لهم بمعرفة آخر التحديثات بخصوص الوضع الذي تشهده العراق في الوقت الحالي.

لم تعلق السلطات العراقية حتى الآن على عملية القطع مع العلم أن هذه الظاهرة ليست بالجديدة فيذكر أنه تم قطع الإنترنت في العام الفارط رداً على الاحتجاجات المطلبية حينها في جنوب العراق. 

تشهد العراق الإحتجاجات الأكثر دموية في الجهة لذلك تؤكد أكسس ناو على مطالبة السلطات بوقف نشر العنف و ضرورة تقديم ضمانات لحصول الشعب العراقي على صوت مسموع ومساحة كافية لممارسة حقهم الديمقراطي في الاحتجاج السلمي في بيئة آمنة ودون أي خوف أو مس بحقوقهم الأساسية.

قصتك يمكن أن تساعد في وقف قطع الإنترنت:

إذا كنت في العراق، فسيكون صوتك مهمًا بشكل خاص في الوقت الحالي. يمكن أن تساعدنا قصتك وأي معلومات تشاركها حول حادثة قطع الانترنت في مكافحة والوقوف في وجه الرقابة على الإنترنت في جميع أنحاء العالم. استخدم هذا النموذج لمشاركة قصتك مع العالم.